يدخل لبنان مرحلة التفشّي المجتمعي لوباء كورونا الخبيث، وعلى نحو لم يعد في الإمكان اللحاق به واحتوائه، وهو أمر يفاقم من حجم المخاطر التي يرخيها هذا الأمر على حياة اللبنانيين، ويعظم من هاجسهم على مدار الساعة.
وفي وقت بدأت فيه عدادات الإصابات بهذا الوباء، تقترب من عتبة الـ1500 إصابة يومياً، وهو النتيجة الطبيعية لحال الاستهتار الشامل، بلا أي ضوابط، توشك عشرات المناطق والبلدات والقرى اللبنانية لأن تصبح منكوبة لاستفحال الوباء فيها وظهور مئات الحالات، وهو الأمر الذي دفع بوزارة الداخلية إلى إصدار جدول بعدة مناطق، وإقفالها وعزلها بالكامل، كإجراء احترازي، لعلّه يؤدي إلى احتواء الفيروس والتقليل من عدد الحالات المتزايدة.
وفيما وجهت وزارة الداخلية، الأجهزة الأمنية، بتطبيق تعليمات مشدّدة، سعياً للالتزام بالإجراءات الجديدة، وحذّرت مصادر وزارة الصحة، مما سمّته انفجاراً وبائياً خطيراً فيما لو استمر تراخي المواطنين أمام هذه الجائحة، وعدم تقيّدهم بالإجراءات الوقائية المطلوبة منهم سواء بالالتزام الكلي بالكمامة، وبالتباعد وعدم الاختلاط، حفاظاً على سلامتهم وسلامة مجتمعهم.
وعن التوجه نحو إعادة فرض الإقفال، لفتت المصادر إلى أنّ أي إجراء يمكن أن يساهم في احتواء الوباء، لا بدّ من اتخاذه أياَ كان نوعه، ولكن المهم قبل كل شيء هو تجاوب المواطنين مع الإجراءات والالتزام بها.