خفَضّ صندوق النقد الدولي في تقريره، اليوم الإثنين، مرة جديدة توقعات النمو في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتتراجع إلى أدنى مستوياتها منذ 50 عاماً، وذلك على خلفية استمرار تداعيات تراجع أسعار النفط وانتشار فيروس كورونا المستجد.
وتوقّع الصندوق أن تنكمش اقتصادات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة 5,7% هذا العام، بانخفاض بنسبة 2,4% عن توقّعاته في أبريل، محذراً من أن المنطقة ستشهد ارتفاعاً في معدلات الفقر والبطالة ما قد يؤجّج الاضطرابات الاجتماعية.
مسؤولان في صندوق النقد الدولي كانا قالا الجمعة إن الدين العام العالمي سيبلغ هذه السنة مستوى تاريخياً غير مسبوق يساوي 101,5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، أي أكثر مما بلغ عقب الحرب العالمية الثانية.
مع ذلك، قدّرت غيتا غوبيناث، وفيتور غاسبار، كبيرة الاقتصاديين ومدير قسم التمويلات العامة، أن على الحكومات تجنّب الإسراع في خفض نفقاتها لصالح اقتصاداتها المهددة حتى لا يتعرض تعافيها إلى الخطر.
وفي نيسان الماضي، دعا زعماء أفارقة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي إلى تحرك دولي عاجل لمساعدة الدول الأفريقية في التصدي لجائحة فيروس كورونا كوفيد التي ستتسبب في انكماش اقتصاد القارة السمراء بنسبة 1.25% في 2020، وهو ما سيكون أسوأ قراءة على الإطلاق، وفق مراقبين.
وفي الشهر نفسه، أشار صندوق النقد الدولي إلى أنّ الضرر سيكون أكبر بكثير من الأزمة المالية الأخيرة عام 2008، مؤكّداً أنّ عدم اليقين الشديد يحيط بتوقعاته، لأن التداعيات الاقتصادية لكورونا تعتمد على عوامل يصعب التنبؤ بها.
وكان خبراء الصحة في العالم قد أعربوا عن قلقهم، وحذّروا من التداعيات المدمّرة التي قد تنجم عن انتشار فيروس كورونا في قارة أفريقيا، وقالوا إن القارة التي تبدو حتى الآن غير مهيأة لإدارة أزمة صحية كبرى مثل كورونا الذي يتفشى فيها بشكل بطيء.