من المعروف أن زيت الخروع يتم استخلاصه من نبات «الخروع»، وهي من النباتات التي لا ينبغي أن يمسها المرء بشفتيه، ويعرف علميا باسم «ريسينَس كوميونس»، والذي تحظى شجيراته بالاستحسان.
ومادة زيت الخروع يعرفها كل من يريد تنظيف معدته وأمعائه، وقد لاحظ مفردة مزعجة في الاسم العلمي للخروع، وهي ريسين، فهذه المفردة هي التي أكسبت نبات الخروع سمعته كأشد النباتات سُميّة في العالم، وعندما يتم استخراج هذا الزيت المُليّن، تحتوي رواسب بذوره ذات اللون البني المبرقش على مزيج قوي من السموم، ويؤدي الريسين إلى الوفاة عبر تدخله في عملية التمثيل الغذائي للخلايا، وهي العملية الكيمياوية الرئيسية اللازمة لبقاء تلك الخلايا على قيد الحياة، ويؤدي ذلك التدخل إلى الحيلولة دون تكوين البروتينات الأساسية مما يؤدي لموت الخلايا، ويمكن أن يعاني الضحية من القيء والإسهال والنوبات المرضية المفاجئة لمدة قد تصل إلى أسبوع، قبل أن يقضي نحبه جراء الفشل الوظيفي لأعضاء الجسم.
وتبيت أن هناك فارق ما بين سام وضار، وتستطيع أن تحدد بسهولة نسبية ما هو النبات الأكثر سُميّة في العالم؛ من خلال النظر في ما يحتوي عليه من سموم، وما الذي يمكن أن يؤدي إليه التعرض لتلك السموم، لكن طبيعة الضرر الذي يمكن أن يحدثه ذلك النبات تتعلق كليةً بمدى احتمالية أن يأكله المرء، وكذلك مدى سهولة إفرازه للسم، وغالباً ما تكون القشرة الخارجية لحبوب الخروع صلبة بما يكفي لتمكين هذه الحبوب من أن تمر عبر الجهاز الهضمي للإنسان دون أن تسبب له أضرارًا مميتة إذا ما ابتلعها كقطعة واحدة دون محاولة مضغها.
ويعد الحصول على جرعة مميتة من هذا السم، إذا تم مضغ وبلع خمس من هذه الحبات، وذلك إذا كان بالغاً، بينما قد تكفي حبة واحدة لإحداث مثل هذا التأثير في الأطفال.