إنَّ مزيلات التعرق، تعتبر إحدى مستحضرات التجميل التي تشهد إقبالاً كبيراً على استعمالها في فصل الصيف. ولكن، انتشرت معلومات في الآونة الأخيرة تفيد بأنها قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد والثدي، فما حقيقة ذلك؟
أثبتت بعض الدراسات، أنّ مزيلات ومضادات العرق تحتوي على نسبة عالية من المواد الكيميائية، التي قد تمتصها مسام الجلد، خاصةً بعد حلاقة شعر الإبط. وأعرب باحثو هذه الدراسات عن قلقهم من امتصاص الجلد لهذه المواد الكيميائية، لاحتمالية أن تسبب طفرات، تؤدي بدورها إلى الإصابة بسرطان الثدي.
حيث كشف الفريق البحثي أنَّ الألومنيوم من أبرز المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع مضادات ومزيلات العرق، لأنه يساعد على إغلاق الغدد العرقية بشكل مؤقت، لمنع العرق من التدفق إلى سطح الجلد.
كما أكَّد الباحثون أنَّ الآلية التي يعمل بها الألومنيوم قد تحدث تغييرات في خلايا الثدي مع مرور الوقت، مما يؤدي إلى الإصابة بالسرطان على المدى البعيد.
وقد توصلت أبحاث سابقة لنتائج مماثلة، حيث وجدوا أنَّ هناك علاقة بين استعمال مزيلات العرق وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، خاصةً أنَّ معظم أورام الثديين تبدأ في الجزء القريب من منطقة الإبط.
وعلى الرغم من ذلك، فقد دحضت جمعية السرطان الأمريكية هذه المزاعم، مشيرةً إلى عدم وجود دراسات أو أدلة علمية كافية تثبت أن مزيل العرق يسبب السرطان.
حيث أوضحت دراسة عام 2006 منشورة في موقع مراكز علاج السرطان الأمريكية CTCA، أنّ استخدام مضادات العرق ليس له علاقة بأورام الثدي، بل وجد الباحثون أنَّ خطر الإصابة مرتبط بشكل أكبر باستعمال حبوب منع الحمل والتاريخ العائلي.
وعلى مايبدو أنَّ الألومنيوم ليس المركب الوحيد الذي أثار قلق العلماء، بل يعتقدون أيضاً أنَّ مادة البارابين الموجودة في مزيلات العرق تحاكي نشاط هرمون الإستروجين في الخلايا.
ومادة البارابين، هي مادة حافظة، تدخل في تصنيع العديد من مستحضرات التجميل، مثل الشامبو والبلسم ومعجون الأسنان، لمنع نمو البكتيريا.
ووفقاً لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، تعتبر مادة البارابين آمنة على البشر، ولا يوجد أي دليل يثبت أنها تسبب الإصابة بأي أمراض، بما في ذلك سرطان الثدي.