معظمنا يتعرض للأحلام المزعجة والكوابيس بين الفينة والأخرى. وقد يكون أمراً مزعجاً، بيد أنه لا خوف منه على الصحة. وقد يصبح الأمر أكثر تعقيداً حين يؤثر على حياتنا اليومية، وعلى تركيزنا في الدراسة أو العمل، وأحياناً يدفع تكرار الأحلام المزعجة البعض إلى تجنب النوم أو تأخيره قدر الإمكان محاولة لتجنبها.
– أسباب الكوابيس المتكررة:
مع أنَّ هذا الأمر غير منتشر بكثرة، إلا أنَّ الدراسات تشير إلى أنَّ حوالي 1% من البالغين حول العالم يعانون من الكوابيس المتكررة، ما يجعلهم يطلبون المساعدة من المختصين.
وقد تكون الكوابيس رسالة من الجسم لتنبيهه أنّ الجسم مرهق، كما أنَّ هناك أمور نقوم بها في حياتنا اليومية تزيد من تعرضنا للكوابيس أثناء النوم. وبحسب مجلة بيرغيته الألمانية فإنَّ أبرز هذه الأسباب هي كما يلي:
1. الإرهاق :
كشفت دراسة فنلندية، بأنّ الأشخاص المصابون بالاكتئاب أو من يملكون صورة سلبية عن الذات هم أكثر عرضة للكوابيس. والإجهاد اليومي بدوره يمكنه أن يعزز الكوابيس أيضاً. كما يعد القلق من أبرز المحفزات للكوابيس.
وبحسب الدراسة فإنَّ أدمغتنا تعمل مثل أجهزة الكمبيوتر، من حيث تلقي المعلومات والتعامل بها. فإذا ذهبت إلى الفراش وأنت تحمل أفكاراً سلبية فأنت تجبر عقلك على التعامل مع هذه المعلومات أثناء النوم وهو ما قد يظهر تأثيره بصورة تكرار الكوابيس.
2. الطابع الشخصي:
وفقاً للعديد من الأبحاث، فإنَّ بعض السمات الشخصية قد تزيد من تكرار الكوابيس. حيث يعاني الأشخاص الحساسون بشكل خاص من ظاهرة الأحلام المزعجة والكوابيس الليلية، ولكن أيضاً أصحاب الاهتمامات الإبداعية والمفكرون يعانون من هذه الظاهرة أيضاً، وذلك لأن أدمغتهم تبقى نشطة ليلاً.
3. الأدوية والعقاقير الطبية:
تؤثر بعض العقاقير الطبية والأدوية على الجسم والتفكير، ويكون ذلك مذكوراً في الوصفة الطبية أن الكوابيس هي من ضمن الآثار الجانبية للدواء. على سبيل المثال، بعض أدوية ضغط الدم وأدوية خفض الكوليسترول ومضادات الاكتئاب ومضادات الهيستامين، والتي من المفارقة تستخدم أيضاً كمادة طبية ضمن بعض العقاقير المنومة. كما أن بعض الأدوية التي تعالج أمراض مثل باركنسون والزهايمر يمكنها أيضا أن تسبب الكوابيس.
4. شرب الكحول :
يظن البعض أنَّ شرب الكحول بكثرة يساعد على النوم، وقد يكون ذلك صحيحاَ بصورة جزئية فهو قد يساعد فعلاً، ولكن لا يضمن ذلك أن يكون النوم مريحاً. فشرب الكحول يؤدي أيضاً إلى كثرة الكوابيس لدى البعض، خاصة ممن يشربون بكثرة.
5. الصدمة النفسية:
إن التعرض لصدمة نفسية، في العمل أو التعرض لحادثة هي أحد الأسباب الرئيسية للكوابيس. غالباً ما يدور الحلم حول ما تم رؤيته وسبب صدمة لنا.
6. تناول الطعام قبل النوم:
إنَّ تناول الطعام في وقت متأخر غير مفيد للصحة. كما أنَّ الكوابيس تنشط بعد خلودنا للنوم مباشرةً بعد تناول الطعام. لأنه عندما نأكل، ترتفع درجة حرارة أجسامنا ويزداد التمثيل الغذائي لدينا. وهذا بدوره يجعل الدماغ أكثر نشاطاً، مما يزيد من احتمالية حدوث الكوابيس.
– كيف نتجنب الكوابيس؟
1. تجنب أكل أي شيء قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل.
2. ابحث عن البدائل الطبية الممكنة مع طبيبك إذا كان دوائك يسبب لك كوابيس.
3. تجنّب الأفكار السلبية قبل الذهاب للنوم – التأمل وسماع الأغاني- يمكن أن يساعد في ذلك.
4. مواجهة المخاوف، الخوف من المرتفعات أو الطيران على سبيل المثال بالدعم النفسي والمعالجة.