بعد انتشار فيروس كورونا المستجد وفتكه بأرواح الملايين حول العالم، بات الحصول على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد أمر في غاية الأهمية.
ونظراً للمخاوف التي تسبب بها الفيروس بسرعة انتشاره وفتكه، زاد من حجم التساؤلات المرتبطة باللقاح، من آثاره الجانبية إلى مدى فعاليته ومدّتها، فهل تمنحنا اللقاحات مناعة من الفيروسس مدى الحياة؟
أوضحت الدكتورة مريام سميث، رئيس قسم الأمراض المعدية نورثويل هيلث في نيويورك، أنه يتكون الجهاز المناعي من مجموعة من الخلايا، أبرزها الخلايا البائية والخلايا التائية، تعمل كالتالي في مواجهة الفيروس التاجي:
أولاً: الخلايا البائية
تعد الخلايا البائية نوع من أنواع خلايا الدم البيضاء التي تنشط المناعة أو الحصانة الخلطية، المسؤولة عن تنشيط الأجسام المضادة للعدوى سواء البكتيرية أو الفيروسية، تلعب الخلايا البائية دور الذاكرة للجسد، حيث تحتفظ ببصمة للفيروس التاجي تهاجمه حين يهاجم الجسد مرة أخرى بالتالي مكافحة العدوى.
توجد الخلايا البائية في نخاع العظام ثم بعد ذلك تنتشر في الغدد الليمفاوية وبعدها في الطحال، تنشط الخلايا البائية استجابًة للمستضاد للفيروس أو البكتيريا.
الخلايا البائية لديها مستقبلات على سطحها تسمح باستقبال العدوى ودخولها إلى الجسم، هنا يأتي دور الخلايا التائية.
ثانياً: الخلايا التائية
الخلايا التائية هي مكون آخر من الجهاز المناعي، بمساعدة الخلايا التائية يحدث تمايز أو تحول للخلايا البائية مما يجعل الأخيرة تتحول إلى بلازما لتنتج أجسام مضادة.
ثالثاً: الخلايا البلعمية
تلعب الخلايا البلعمية دوراً في قتل وتدمير العدوى، حيث أنها تؤدي دوراً دفاعياً ضد الالتهابات التي تحفزها السيتوكينات، المتسببة في العديد من الالتهابات المزمنة.
بعد التعافي من كورونا تظل الخلايا البائية في الجسد، لأداء دورها في مكافحة الفيروس التاجي في حال مهاجمة العدوى للجسم مرة أخرى.
إذا كان الفيروس التاجي يعطي مناعة للجسم فما أهمية التطعيم؟ هذا السؤال ذهب إليه الدكتور لين هوروفيتز، أخصائي أمراض الرئة في مستشفى لينوكس هيل في نيويورك، الذي أوضح أن المناعة المكتسبة من الفيروس تمتد إلى 11 شهراً على أقصى تقدير، لكنها ليست مستمرة مدى الحياة، مما يعطي أهمية للتطعيم على حد قوله.
وأفاد أن هذا يعني المتعافين لا يمكنهم الاعتماد على المناعة المكتسبة جراء الإصابة، أو أنها تشكل جزءًا من مناعة القطيع.
أوضح هوروفيتز أن الأجسام المضادة التي يكونها الجسم من التطعيم تختلف عن المناعة المكتسبة بعد الإصابة.
هذا وقد وجدت دراسة أن الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا المستجد، ثم تلقوا تطعيم موديرنا لاحقاً لم يحتاجوا إلى جرعات معززة، مع ذلك قد يحتاج بعض الأشخاص خاصًة الذين لم يصابوا بعدوى كوفيد-19 إلى جرعات معززة من اللقاح بسبب أن الجهاز المناعي لم يكون أجساد مضادة.
حتى الآن وجدت الدراستين التي أجريت على المتعافين الذين تلقوا لقاح فيروس كورونا المستجد أن المناعة تستمر لمدة عامين.