عديدة هي الأمراض النفسية والتي تختلف درجات خطورتها، وتصيب أي شخص منا وبمختلف الأعمار، ومن بينها الفصام.
والفصام هو اضطراب عقلي خطير يؤدي إلى إحداث تأثيرات سلبية خطيرة بشأن قدرة الشخص على التفكير والتصرف واتخاذ القرارات وإدارة العواطف، ويسبب شعور المصاب برؤية أشياء أو سماع أصوات غير موجودة، ما يجعل من الصعب معرفة ما هو حقيقي وما هو ليس كذلك.
وهناك الكثير من المعلومات المغلوطة حول مرض انفصام الشخصية، أبرزها نستعرضه في هذا المقال:
1- ازدواج الشخصية: أكثر المعتقدات الخاطئة المتعقلة بمرض الفصام شيوعاً، حيث وجد أحد الاستطلاعات أن 64% من الأمريكيين يعتقدون أن الحالة تتضمن انقساماً في الشخصية، ما يعني أن شخصاً ما يتصرف كما لو كان شخصين منفصلين.
وهذا غير صحيح، حيث أن الانفصام من الأمراض النفسية التي تسبب اضطرابات التفكير والانفعالات والتصرفات، بينما ازدواج الشخصية يعد أحد أنواع الهيستريا.
2- معظم مصابي الفصام عنيفون
على الرغم من أن الأشخاص المصابين بالفصام يمكنهم التصرف بشكل غير متوقع في بعض الأحيان، إلا أن معظمهم ليسوا عنيفين، خاصة إذا كانوا يتلقون العلاج، ومن المرجح أن يكونوا ضحايا للعنف، كما أنهم أيضاً أكثر عرضة لإيذاء أنفسهم من الآخرين، حيث ترتفع معدلات الانتحار بين مصابي الفصام.
وعندما يرتكب الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب الدماغي أعمالاً عنيفة، فعادة ما يعانون من حالة أخرى، مثل تعاطي المخدرات، لكن الاضطراب وحده لا يجعل المصاب عدوانياً.
3- التربية السيئة سبب الفصام
غالباً ما يتم إلقاء اللوم على الأبوين، وخاصة الأمهات، حال معاناة أبنهائهن من الفصام، لكنه مرض عقلي له أسباب عديدة، بما في ذلك الجينات والصدمات وتعاطي المخدرات، أما الأخطاء التي ارتكبها أحد الوالدين لن تسبب للطفل هذه الحالة.
4- الفصام مرض وراثي
بالرغم من أن الجينات تلعب دوراً كبيراً في الإصابة بالفصام، إلا أن مجرد إصابة أحد الوالدين بهذا المرض العقلي لا يعني أن طفلهم سيصاب حتماً به، بل قد تزيد فرص إصابته مقارنة بغيره بنسبة تبلغ حوالي 10%.
كما تلعب بعض الفيروسات، وعدم الحصول على التغذية الكافية قبل الولادة، وأشياء أخرى دوراً في تنشيط الجينات.
5- مرضى الفصام ليسوا أذكياء
بالرغم من أن بعض الدراسات وجدت أن الأشخاص المصابين بالفصام يعانون من مشاكل في اختبارات المهارات العقلية مثل الانتباه والتعلم والذاكرة، إلا أن هذا لا يعني أنهم ليسوا أذكياء، حيث عانى العديد من المبدعين والأذكياء عبر التاريخ من نفس المرض، مثل عالم الرياضيات الحائز على جائزة نوبل جون ناش.
6- الفصام يعني الجنون
يعتقد البعض أن معاناة الشخص من الفصام يعني أنه مصاب بالجنون، فقديماً كان يتم احتجاز مصابي الفصام في مستشفى الأمراض العقلية أو حتى السجون، ولكن الآن بعد أن عرف الخبراء المزيد عن هذا المرض، فإن عدداً أقل من الأشخاص بحاجة إلى أن يوضعوا في مرافق الصحة العقلية طويلة الأجل.
ويعتمد مستوى الرعاية التي يحتاجها المصاب على مدى شدة الأعراض التي يعاني منها، فيعيش معظم مصابي الفصام بشكل مستقل مع عائلاتهم، ولكن من المهم أن يكون على اتصال وثيق بالطبيب المختص.
7- مرضى الفصام غير قادرين على العمل
يمكن أن يصعب الفصام الحصول على وظيفة والذهاب إلى العمل كل يوم، ولكن مع العلاج المناسب، يمكن للعديد من المصابين العثور على الوظيفة المناسبة لمهاراتهم وقدراتهم.
8- مرضى الفصام كسالى
قد يصعب الفصام على بعض المصابين إنجاز المهام والاحتياجات اليومية، مثل ارتداء الملابس والاستحمام، ولكن هذا لا يعني أنهم كسالى، بل إنهم فقط بحاجة إلى بعض المساعدة في روتينهم اليومي.
9- الفصام يسبب انقطاع ذهاني مفاجئ
قد يعاني بعض الأشخاص من حالات عقلية خطيرة قد تسبب الفصام، لكن الأعراض يمكن أن تظهر بمرور الوقت ويصعب ملاحظتها، وتشمل:
الرغبة في العزلة الاجتماعية.
قلة الاهتمام بالأنشطة العادية.
الانسحاب من الحياة اليومية.
يمكن أن تظهر أعراض أخرى لاحقاً، مثل الهلوسة.
10- لا يمكن التعافي من الفصام
قد يكون من الصعب علاج مرض انفصام الشخصية، لكنه ليس مستحيلاً، حيث تساعد الأدوية المضادة للذهان على استقرار الحالة، وتقليل مخاطر الأعراض المستقبلية.
كما يعد العلاج بالكلام والعلاج السلوكي المعرفي من الأدوات المفيدة التي يمكن أن توضح كيفية التعامل مع التوتر بشكل أفضل والعيش بشكل جيد.