بين موجة وثانية وثالثة، ترك فيروس كورونا تهديداته النفسية والبدنية على البشرية جمعاء، كما وقد أفسد بعض الحواس لدى المتعافين، فباتوا بين ليلة وضحاها يعيشون بلا شم أو تذوق إلى أمد لم يعرفه أحد، ما أثار ذعرهم وأثّر على الحالة النفسية لهم.
في ذلك تحدثت الدكتورة ليلى رجب، استشاري الصحة النفسية، إن فقدان البعض للحواس نتيجة الإصابة بفيروس كورونا أمر لازال الطب يبحث فيه للوصول إلى علاج.
وبالطبع يؤثر على الحالة النفسية لمن يعاني من تلك الحالة، لأنه يسلب الشخص قدرته على التمتع بأهم متع الحياة كتذوق الطعام المفضل له وهو من أهم الشهوات لدى الإنسان.
هذا وقد أشارت، إلى وجود علاقة دائمة بين الطعام والحالة النفسية للشخص، وفي حالة فقدان الشخص لأهم حواسه جراء الإصابة بفيروس كورونا، قد يتعرض البعض لعدد من الإضطرابات النفسية والتي تتكثل فيما يلي:
– اضطراب القلق العام.
– التوتر المرضي.
– الاكتئاب.
– اضطراب الحالة المزاجية.
ويختلف تأثير الأشخاص المصابين بفقدان الحواس من شخص لآخر، ويتوقف ذلك على عدد من العوامل التي تتمثل فيما يلي:
– التاريخ المرضي النفسي للشخص المصاب، إذا كان المريض قد سبق له التعرض لنوبات من الاكتئاب يمكن أن يزيد ذلك من تأثره عند فقدان الشم والتذوق.
– العوامل الوراثية قد تتحكم أيضاً في مدى تأثر الشخص نفسياً بعد فقدان الحواس.
– مدى توافر الدعم النفسي حول الشخص المصاب، وتفهم المحيطين به ما يمر به الشخص من وضع استثنائي.
وقد تظهر على الشخص الذي يفقد حواسه جراء الإصابة بفيروس كورونا، بعض الأعراض، والتي تتمثل فيما يلي:
– العزلة الاجتماعية، وتجنب التواجد في التجمعات.
– الحزن، واضطرابات في النوم.
– الكوابيس، والتغيرات المزاجية.
– سرعة الانفعال، وتوهم المرض.
تؤكد استشاري الصحة النفسية، أن اضطراب نفسية فاقدي الحواس أمر طبيعي، وأن مروره بتجربة المرض والخوف من نقل العدوى أو الوفاة أمور تثقل كاهل كل شخص.
ويزداد الأمر سوءاً مع استمرار فقدانه للشم والتذوق في ظل غياب تفسير علمي أو جواب لدى الأطباء عن موعد رجوع تلك الحواس.
لذلك تنصح باتباع بعض الارشادات البسيطة التي تساعد الشخص على تجاوز الأمر وتجنب الإصابة بأي مضاعفات، ومن أبرز تلك النصائح ما يلي:
– التواصل مع طبيب نفسي مختص للمساعدة والتكيف مع الأمر.
– التواصل مع أشخاص يعانون من نفس المشكلة، يساعد على عدم الشعور بالوحدة ويعطي الشخص المزيد من الاطمئنان.
– القيام بتمارين الاسترخاء، مثل اليوجا وتمارين التنفس للتغلب على التوتر والقلق وتحسين الحالة المزاجية.
– مشاركة الأفكار والمشاعر التي يمر بها الشخص من شخص قريب منه يساعد ذلك على التغلب على الشعور بالوحدة.
– الاعتماد على العلاج باستخدام الكتابة لتفريغ الأفكار السلبية التي يمر بها الشخص.
– تجربة العلاج الجماعي مع الأشخاص الذين يعانون من نفس المشكلة مع أخصائي نفسي متخصص.