متابعة- مريم أبو شاهين
بدأت باكالتشوك البالغة من العمر 45 عاماً وهي أم لأربعة أبناء، أعمالها التجارية في 2004، من بيتها في موسكو، في أثناء إجازة الأمومة من عملها كمعلمة للغة الإنجليزية، ولم تحبذ الحصول على دعم مالي من أحد، بخلاف شركات أخرى تلقت دعماً من مليارديرات ومؤسسات كبرى.
ولولا صبرها وصمودها في وجه الأزمات، ما كانت المعلمة الروسية، تاتيانا باكالتشوك، لتكون أحد أغنى أغنياء روسيا، وتمتلك نشاطاً تجارياً مبتكراً استطاع التغلب على جميع منافسيه المحليين، وتتطلع من خلاله لمنافسة الشركات الغربية الأكثر نجاحاً.
شركة “وايلد بريز” للبيع بالتجزئة عبر الإنترنت، نجحت في تجاوز 3 أزمات اقتصادية منذ تأسست عام 2004، وكانت تعبر من كل واحدة أقوى، مما ساعدها في أن تصبح أكبر “متجر ويب” في البلاد، وتقول باكالتشوك: “الحمد لله على الأزمات.أدركنا أنه يمكننا العمل بشكل مختلف”.
في الانهيار المالي لعام 2008، تمكنت الشركة من الاستحواذ السهل على مخزونات فائضة من ماركات الأزياء العالمية وباعتها للنساء الروسيات اللواتي يشكلن الجزء الأكبر من عملاها.
وعندما انخفض الروبل في عام 2014، انضمت “وايلد بريز” إلى المزيد من المنتجين المحليين وأنشأت سوقاً تفرض فيه رسوماً على البائعين للتخزين والتوزيع، مما أدى إلى زيادة كبيرة في مجموعة السلع على الموقع.
ومع تحول المتسوقين إلى تجار التجزئة على الإنترنت خلال الأزمة الصحية، تضاعفت مبيعاتها تقريباً في عام 2020، لتصل إلى 437 مليار روبل (5.9 مليار دولار)، ما أجبرها على الإسراع في خطة للاستعانة بمصادر خارجية للخدمات اللوجستية.
تقول باكالتشوك: “لقد منحنا العام الماضي دفعة كبيرة ودفعنا في اتجاه كنا نخطط للتوجه إليه في نهاية المطاف. ولكن كان علينا الركض للوصول إلى هناك”.
لم يكن نجاح باكالتشوك خالياً من العقبات؛ في أزمة 2014، انتهى بها الأمر ببيع بعض السلع المستوردة بخسارة، وأغرق الارتفاع في الطلبات العام الماضي الخدمات اللوجستية، حيث تضاعف متوسط أوقات التسليم إلى أربعة أيام.
بفضل هذه التطورات السريعة، هيمنت الشركة على 14% من سوق التجارة الإلكترونية في روسيا، أي ضعفي حصة أقرب منافس لها. لا تصدر “وايلد بريز” نتائج أخرى بخلاف المبيعات ولكنها تقول إن الأعمال مربحة.
شهدت باكالتشوك، التي تمتلك 99% من الشركة، ارتفاع صافي ثروتها إلى 10.9 مليار دولار، مما يجعلها في المرتبة 14 في قائمة أغنى الأشخاص في روسيا وأغنى إمرأة في البلاد.