وسائل التواصل الاجتماعي التي غزت حياتنا وباتت جزء لا يتجزأ من يومنا، تحمل في طياتها العديد من الجوانب الإيجابية، وكغيرها تبقى سلاح ذو حدين، فعلى الرغم من فوائدها الكثيرة إلا أن لها تأثيرات سلبية على الإنسان في مختلف المجالات.
حيث وجدت دراسة حديثة أن الذين يقضون خمس ساعات يومياً على وسائل التواصل الاجتماعي هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بثلاث مرات من أولئك الذين يقضون أقل من ساعتين يومياً.
جاءت النتائج بعد مشاركة أكثر من 1000 شاب أمريكي في الدراسة، التي تتبع عدد الأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض الاكتئاب على مدار ستة أشهر.
ويعتقد الخبراء أن الهواجس مع منصات مثل “إنستغرام” و”تويتر” و”سناب شات” و”فيسبوك” توقف تكوين صداقات بين الشباب.
وقد يؤدي الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي أيضا إلى عدم تحفيز الشباب للذهاب وتحقيق أهداف في حياتهم المهنية، ما يؤدي إلى تأجيج المشاعر السلبية.
ووجدت الدراسة أن المراهقين يُعتقد أيضاً أنهم يقارنون أنفسهم بأسلوب حياة مثالي “معدّل بالصور” ويستحيل الحصول عليه ويشعرون بأنهم لا قيمة لهم بالمقارنة بذلك.
وعلى الرغم من ثقة الباحثين في الرابط المكتشف، إلا أن الدراسة لا يمكنها إثبات السبب والتأثير، بأن وسائل التواصل الاجتماعي، وليس أي عامل آخر، هي التي تسبب الاكتئاب.
وقال الدكتور سيزار إسكوبار فييرا، الأستاذ المساعد في الطب النفسي بجامعة بيتسبرغ: “قد يكون أحد أسباب هذه النتائج أن وسائل التواصل الاجتماعي تستغرق الكثير من الوقت.
وقد يحل الوقت الزائد على وسائل التواصل الاجتماعي محل تكوين علاقات شخصية أكثر أهمية، أو تحقيق أهداف شخصية أو مهنية، أو حتى مجرد قضاء لحظات من التفكير القيّم”.
ويقترح المؤلفون أن المقارنة قد تكمن وراء هذه النتائج أيضاً حيث غالباً ما تمتلئ قنوات التواصل الاجتماعي بحياة المشاهير الساحرة.
وأضاف المؤلف المشارك الدكتور جايمي سيداني، الأستاذ المساعد للطب في جامعة بيتسبرغ: “غالباً ما يتم تنسيق وسائل التواصل الاجتماعي للتأكيد على الصور الإيجابية.
وقد يكون هذا صعباً بشكل خاص بالنسبة للشباب الذين يمرون بمنعطفات حرجة في الحياة تتعلق بتنمية الهوية ويشعرون أنهم لا يستطيعون الارتقاء إلى مستوى المثل العليا المستحيلة التي يتعرضون لها”.