الموت أمر محتوم ولا مفر منه، ينتهي بدفن الموتى القبور وتركهم يرقدون بسلام، إلا أن هذا الأمر مختلف لدي قبيلة ” توروجان” الأندونيسية.
حيث أن الموت بالنسبة لهم ليس شيئاً يخافونه ويتجنّبونه، ولكنه جزء أساسي من الحياة يشمل تكريم المتوفى بعناية فائقة من أجل مساعدته على العبور إلى الحياة الآخرة، كما أنه يفوق الحياة وإن الجنازة هي احتفال.
وبدلا من اكتفاء الغالبية بدفن الموتى فقط، فإن العائلات المنتمية لهذه القبيلة يستخرجون جثث أحبائهم من المقابر ويقومون بتنظيفها وإعادة تلبيسها في طقوس لتكريم الموتى.
ويقوم مجتمع “توراجان” المسيحي البروتستانتي في إندونيسيا ذات الأغلبية المسلمة الديانة، بالحفاظ على جثث الموتى، إذ يقومون بتحنيطهم في النهاية بمحلول الفورمالديهايد والماء.
وفي طقس سنوي يقام في شهر آب من كل عام يُعرف باسم “معنين”، تقوم أسر “توراجان” بتهذيب الجثث المحنطة الخاصة بأقاربهم.
ويتم إخراج جثث الأقارب الذين ربما ماتوا منذ أكثر من عقد، وتنظيفهم من أي حشرات، وجعلهم يرتدون مجموعة جديدة من أجل الثياب، ومسحهم ورشهم من الرأس حتى أخمص القدمين.
ويوفر هذا الطقس فرصة لعائلات “توراجان” لمعرفة مدى جودة تحمل الجثة، وذلك لاعتقادهم أن الجسد المحفوظ جيداً هو “نعمة”.
والأهم من ذلك أن هذا الطقس يمنح الأجيال الشابة في العائلات فرصة لكي يتواصلوا مع أسلافهم الموتى والترابط مع نسب العائلة، وذلك بالسماح للشبان التوراجيين بتدخين السجائر مع جثث أقاربهم كنوع من تكريمهم، والتقاط صورا تذاكارية مع جداتهم المحنطات.